انتقل إلى المحتوى

مدينة الخمس عشرة دقيقة: 15 طريقة يستطيع المهندسون المعماريون من خلالها تصميم مدن أفضل

قد تبدو فكرة "مدينة الخمس عشرة دقيقة" جديدة، لكنها تستند إلى أسلوب حياة قديم جدًا. كان الناس يعيشون في أماكن قريبة من كل ما يحتاجونه - الطعام، المدرسة، الحدائق، العمل. لم يكونوا بحاجة إلى سيارة لشراء الخبز، أو توصيل طفل إلى المدرسة، أو لقاء صديق في الحديقة.

1. من ابتكر مدينة الـ15 دقيقة؟

ابتكر كارلوس مورينو، الأستاذ في باريس، مصطلح "مدينة الـ ١٥ دقيقة" عام ٢٠١٦. أراد مساعدة المدن على تقليل استخدام السيارات، ومكافحة تغير المناخ، وتحسين الحياة اليومية. فكرته الكبرى: إعادة تصميم المدن بحيث يكون كل ما تحتاجه على بُعد ١٥ دقيقة سيرًا على الأقدام أو بالدراجة من المنزل.

ركز على أربعة مبادئ كبيرة:

  • القرب: إبقاء الاحتياجات اليومية قريبة
  • تنوع: مزج استخدامات مختلفة في منطقة واحدة
  • الكثافة: تأكد من وجود عدد كافٍ من الأشخاص لدعم الخدمات المحلية
  • الأسهم: إتاحة الفرصة للجميع للوصول، وليس فقط للمناطق ذات الدخل المرتفع

وقد استخدمت باريس فكرته في خطتها الحضرية لعام 2020، وفجأة بدأ العالم ينتبه إليها.

2. فكرة مألوفة باسم جديد

مدينة الخمس عشرة دقيقة ليست مفهومًا جديدًا في الواقع. بُنيت العديد من المدن القديمة بهذه الطريقة. تخيّل البلدات الصغيرة، أو المراكز الأوروبية القديمة، أو الأحياء التقليدية ذات الشوارع الضيقة والاستخدامات المتعددة.

في عشرينيات القرن الماضي، اقترح المُخطِّط كلارنس بيري تصميم أحياء يُمكن الوصول إلى كل شيء فيها سيرًا على الأقدام - المدارس والمتاجر والحدائق. أطلق عليها اسم "وحدة الحي".

في المملكة المتحدة، اقترح إبينيزار هوارد مفهوم "مدينة الحدائق": مزيج من المنازل والوظائف والطبيعة، جميعها صالحة للمشي. دافعت جين جاكوبس الشهيرة عن إمكانية المشي في الأحياء، وحياة الشوارع، ودمج الاستخدامات. ركز كيفن لينش على كيفية فهم الناس للمدن وتنقلهم فيها. ساهم جميع هؤلاء المفكرين في تشكيل ما نسميه الآن "مدينة الخمس عشرة دقيقة".

3. ما فعلته باريس - ولماذا كان ذلك مهمًا

خلال فترة إغلاق كوفيد-19، أُغلقت المدن. وظلّ الناس محليين. عندها، انطلقت باريس بقوة في فكرة الـ 15 دقيقة.

حوّلت العمدة آن هيدالغو الشوارع إلى ممرات للدراجات. افتُتحت ساحات المدارس في عطلات نهاية الأسبوع. وأضافت المكتبات خدمات جديدة. ودُعمت المتاجر الصغيرة. وساعدت المدينة كل حي على أن يصبح أكثر اكتفاءً ذاتيًا - تنقل أقل، ومعيشة أكثر.

وتلتها مدن أخرى:

  • أنشأت ملبورن خطة حي مدتها 20 دقيقة
  • استخدمت بورتلاند هذه الفكرة في استراتيجيتها "الأحياء الكاملة"
  • أضافت بوغوتا خدمات الصحة والتعليم المحلية إلى المناطق المحرومة
  • قامت كوبنهاجن ببناء مدن مدتها 15 دقيقة بهدوء قبل أن يطلق عليها أي شخص اسمًا

4. ما هي مدينة الـ 15 دقيقة حقًا؟

الأمر لا يتعلق بمنع الناس من التنقل، بل بتمكينهم من عدم التنقل.

الفكرة الأساسية بسيطة:

  • حافظ على احتياجاتك اليومية قريبة منك
  • مزيج من السكن والمحلات التجارية والمدارس والحدائق
  • تصميم شوارع للمشي وركوب الدراجات
  • توفير مساحة عامة جيدة
  • توفير أنواع مختلفة من المساكن حتى يتمكن أشخاص مختلفون من العيش بالقرب منها

إنه ليس مشروعًا كبيرًا، بل آلاف الخيارات الصغيرة والذكية.

5. ما يمكن للمهندسين المعماريين والمصممين فعله الآن

لستَ بحاجة لإعادة تصميم مدينة بأكملها. ما عليك سوى البدء بما هو أمامك - مبنى واحد، مبنى واحد، مشروع واحد.

وهنا دليل يمكنك اتباعه.

25 إجراءً بسيطًا لبناء مدن في 15 دقيقة

1. قم بالتجول في الموقع مثل السكان المحليين
تجوّل في موقعك. راقب أماكن مشي الناس، أو تسوّقهم، أو انتظارهم للحافلات، أو جلوسهم. حدّد على الخريطة الأماكن التي يُمكن الوصول إليها خلال 15 دقيقة.

2. ابحث عن ما هو مفقود
هل يوجد بقالة قريبة؟ حديقة؟ مدرسة؟ إذا كان هناك شيء أساسي مفقود، صمم مشروعك لسد هذه الفجوة.

3. خطط للطوابق الأرضية مدى الحياة
لا تُصمّم جدرانًا فارغة. وفّر مساحةً للمتاجر والمقاهي والاستوديوهات أو الاستخدامات المجتمعية في الطابق الأرضي. هناك تنبض حياة المدينة.

4. تضمين مواقف الدراجات في كل مشروع
لا موقف للدراجات = دراجات أقل. أضفه للسكان والعمال والزوار. اجعله مرئيًا وسهل الاستخدام.

5. أضف حدائق أو ساحات صغيرة كل بضعة مربعات سكنية
حتى رقعة صغيرة من الخضرة تُحدث فرقًا كبيرًا. استغلّ المساحات الفارغة، أو الزوايا، أو أسطح المنازل.

6. مزج الاستخدامات، حتى في المشاريع الصغيرة
يمكن أن يضم مبنى واحد مساكن ومتجرًا صغيرًا. يمكن للمدرسة استضافة فعاليات. تجنب المناطق ذات الاستخدام الواحد.

7. جعل الشوارع أكثر أمانًا وأبطأ
الممرات الضيقة، والمعابر المرتفعة، والأشجار تُخفف من حركة المرور. يمشي الناس أكثر في الأماكن التي يشعرون فيها بالأمان.

8. أضف الظل والمقاعد
إذا أردتَ أن يمشي الناس أو يجلسوا في الخارج، فوفّر لهم الراحة. الظل والمقاعد والإضاءة تُضفي على المكان رونقًا خاصًا.

9. تصميم للصحة القريبة
تشمل عيادات صغيرة، وغرف علاج، أو مساحة لخدمات صحية متنقلة. تقريب الرعاية الصحية الأساسية.

10. إعادة استخدام ما يمكنك
غالبًا ما تكون المباني القديمة في مواقع جيدة. التجديد أكثر استدامة، ويُبقي ذاكرة المدينة حية.

11. تضمين وحدات بأسعار معقولة
تأكد من أن المساكن الجديدة لا تدفع الناس إلى النزوح. استخدم نماذج الأسعار المختلطة، أو التعاونيات، أو الأدوات العامة والخاصة.

12. دعم تجارة التجزئة المحلية
صمم مساحات تجارية صغيرة ومرنة، وليس مجرد مساحات تجارية كبيرة. فكّر في محلات الحلاقة، أو البقالة، أو ورش التصليح.

13. ضع المدارس في المنتصف
لا تضع المدارس في زوايا بعيدة. اجعل الوصول إليها سهلاً سيرًا على الأقدام. وفر لها مساحة عامة جيدة حولها.

14. أدرج المواصلات في تفكيرك
حتى لو لم تكن بصدد البناء، صمّم مع مراعاة محطات الحافلات وخطوط الترام ومحطات النقل العام. ساعد الناس على الوصول إليها.

15. استخدم مخططات بسيطة لإظهار القرب
ساعد عملاءك والجمهور على تصوّر ما هو قريب. ارسم دوائر مدتها 5 دقائق و15 دقيقة. أضف معالم.

16. تضمين مساحات لجميع الأعمار
صمّم ملاعب ومقاعد قريبة من بعضها. أضف مساحات خارجية لممارسة الرياضة. لا تنسَ المراهقين.

17. إضافة غرف مشتركة إلى مشاريع الإسكان
المطابخ المجتمعية، ومساحات العمل المشتركة، وغرف الغسيل - كل هذا يخلق حياة اجتماعية دون الحاجة إلى مغادرة المبنى.

18. أنواع الوحدات المختلطة
ضمّ استوديوهات ووحدات عائلية ووحدات سكنية مُيسّرة في كل مشروع. هذا يُحافظ على تنوع الحي واستقراره.

19. استخدم المساحات المنسية
حوّلوا الأزقة إلى حدائق. استخدموا الأسطح للعب. لا تُهدروا المساحات البينية.

20. لا تدع ركن السيارة يسيطر عليك
ضعها تحت الأرض، أو شاركها، أو استخدم تصميمات مرنة. لا ينبغي أن تكون مواقف السيارات أول ما يراه الناس.

21. ازرع الأشجار في كل مكان
أشجار الشوارع تُنعش الهواء، وتُهدئ حركة المرور، وتُحسّن المزاج. إنها بنية تحتية أساسية.

22. فكر في الحركة اليومية
كيف يتنقل الناس في مبناك؟ هل يُمكنه ربطهم بشكل أفضل بما يحتاجونه في الجوار؟

23. ربط المباني المدنية بصريًا
المكتبات والعيادات والمدارس - تجعلها سهلة الاكتشاف والوصول. هذه هي عصب الحي.

24. تحدث إلى المجتمع في وقت مبكر
نظّم ورش عمل أو مقابلات تصميمية. يعرف السكان احتياجاتهم. استمع جيدًا.

25. القياس بالدقائق، وليس بالأمتار فقط
لا يقتصر الأمر على المسافة فحسب، بل يتعلق أيضًا بسرعة المشي ومتعته. استخدم أدوات آنية وواقعية.

فكر أخير

مدينة الخمس عشرة دقيقة ليست صيغة مثالية. إنها طريقة لجعل الأحياء أكثر اكتمالاً وترابطاً ومتعة.

ابدأ بخطوات صغيرة. فكّر كجار، لا كمصمم فحسب. قِس عدد خطوات الأقدام، لا مساحة الأرضية. وصمّم أماكن يرغب الناس بالعيش فيها فعلاً، لا مجرد سيارات.

0 تعليقات

لا توجد تعليقات حتى الآن. كن أول من يقوم بنشر واحدة!

اترك تعليقا

احصل على خصم 20% لجامعتك

نحن نقدم رموز ترويجية حصرية للمؤسسات الأكاديمية. مهتم؟ لا تتردد في التواصل معنا من خلال تقديم اسم جامعتك وموقعها في أي مكان في العالم.

النموذج الكامل للترويجي

تعاون معنا في المشاريع الإبداعية

نحن نبحث عن منشئي محتوى مستقلين ماهرين في التصميم بمساعدة الكمبيوتر، والمتجهات، والنقطية، وRevit، وArchicad، والعائلات ثنائية وثلاثية الأبعاد، والأنماط، والمزيد لإنشاء موارد للمهندسين المعماريين. إذا كان هذا يهمك، استخدم الزر أدناه لمشاركة أمثلة على عملك.

مشاركة أمثلة العمل

صياغة مجموعات مخصصة لتلبية احتياجاتك

يمكننا تصميم مجموعات مخصصة بخبرة مصممة خصيصًا لمشروعك أو تصميم مجموعات فريدة من نوعها لمكتبك. ما عليك سوى وصف متطلباتك المحددة في رسالة بريد إلكتروني، وسيزودك فريقنا على الفور بمعلومات أكثر تفصيلاً.

ترك لنا خطا